مع أحداث الشرق الأوسط العاصفة، واجتياح التيارات الإسلامية المتعصبة للساحات السياسية ومناصب الحكم… بات المسيحيون يعيشون أزمة وجود حقيقية… خطر التشريد والموت يتهددهم من كل صوب ونحب… وكأن مسيحيي الشرق فجأة أصبحوا هم عدو العرب والمسلمين… فجأة أصبحوا غرباء …. دخيلين… غير مرغوب بهم… يجب ترحيلهم … لن تستقيم أحوال المسلمين إلا برحيلهم
ولذلك فإنني أتساءل
ماذا صنعنا لكم أيها الإسلاميون المتعصبون حتّى تعادونا؟
بمَ أسأنا لكم أو لإخوتنا في الوطن والعروبة حتى تكرهونا؟
أي شرّ صنعنا حتى يصبح هدفكم الأوّل التخلص من وجودنا في الشرق… في شرقنا…؟
لماذا كلما عصفت بكم الرياح… تنهالون علينا وكأننا السبب في معاناتكم؟
متى أصبحتم على قناعة أن إسلامكم لن يستقيم لكم إلا إذا تحولنا كلنا مسلمين؟
متى أصبتم بعمى الألوان وبتم لا ترون إلا لوناً واحداً وحجرتم على الناس بقيتها؟
ألا يقول كتابكم الذي تلوحون به فخورين
“ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”
لماذا أصابت عيونكم غشاوة: وبتم ترون آيات معينة منه وتغيب عنكم آيات؟
بماذا يسيئكم أن نكون مسيحيين في بلادنا؟
لماذا يجب أن تكون القدس إسلامية؟! لماذا لا تكون القدس مقدّسة – لكم ولنا على السواء؟
لماذا يجب أن تكون أرضاً ما… أي أرض… إسلامية؟! لمَ لا تكون أرضاً مقدسة – لكم ولنا على السواء؟
لماذا حبّ التملّك هذا؟
ألم يولد المسيح في بيت لحم؟! ألم يتجول المسيح في القدس، وفيها صنع المعجزات، وفيها تعذّب “وصلب ومات”؟
ألم يتجول الرسل الحواريون في أنطاكية (سوريا وتركيا واليونان وقبرص وغيرها) وصنعوا المعجزات هنا وهناك وبشروا برسالة المسيح ؟!
ألسنا نحن أتباع المسيح الذي ولد فلسطينيا وعاش فلسطينيا
ألسنا أتباع الحواريين الذين نشروا رسالة المسيح في كل بلاد المشرق ؟
ألسنا أحفاد الجماعات المسيحية التي نشأت هنا وترعرت هنا وبنت الكنائس هنا وعبدت الله هنا وقضت شهيدة الإيمان هنا طيلة قرون طويلة قبل أن يحل الإسلام فيها وتصبح العربية لغتها؟
لماذا ألغيتم كلمة “شراكة” من قاموسكم؟
لماذا بات التكفير عقيدتكم؟! كفرتمونا مسيحيين، كفرتموهم مسلمين، كفرتم بعضكم بعضاً لشدة تعصبكم حتى بتنا لا نفهم ، أي تعصب نعتق حتى نرضيكم؟
اقرأوا القرآن استحلفكم بالله… عودوا إلى القرآن… واهجروا الدعاة المزورين الذين زيفوا كلّ شيء لينالوا رضى من لا يرضى
عودوا إلى قرآنكم واسعوا لإرضاء سيد الأرض والسماء جل جلاله
عودوا إلى القرآن حتى نسعد كلنا معاً بأرضنا وبلادنا ويعم السلام كما عمّ وساد في سابق الأزمان
عودوا قبل أن تقلبوا الأرض جهنم فتحرقكم وإيانا … هداكم الله وهدانا