البلدة القديمة صباح اليوم كانت هادئة بعيد وصول التلاميذ إلى مدارسهم… بعض أصحاب الدكانين وصلوا إلى أشغالهم وغالبيتهم لا زالوا في الطريق… اتخذت الفلاحات أماكنهن على جنبات طرقات البلدة وفتحن أكياسهن وأكثرها ورق دوالي وسلق، وكأنني لمحت الزعتر أيضاً… اقتادتني قدماي إلى المسجد الأقصى وكم كانت فرحتي عندما وجدت أبوابه تكاد تكون خالية من عناصر الجيش والشرطة
كم تمنيت لو كانت معي كاميرا لأشارككم بعض اللقطات الساحرة خلال جولتي الاستثنائية غير العادية
ولكن ما أن بدأت مشوار العودة، حتى اكتست البلدة كلها وطرقاتها جميعاً بدون استثناء، بغطاء بغيض مقيت، فقد أحاطت بأبواب الحرم عناصر شرطة وحرس حدود، وانتشرت في شوارع البلدة عناصر من حرس الحدود والقوات الخاصة، وتمركزت على أعتاب باب العامود مجموعات متناثرة منهم، ولم يخلُ شارع السلطان سليمان ولا شارع نابلس، حتى خلت أننا نعيش انتفاضة جديدة أو حرب أهلية
لماذا كل هذا؟! ما معناه؟! وما الغاية منه؟! لا أستطيع أن أفهم…. فإنني لا أجد منطقاً في هذا التصرف
ولكن… ما أدراني أنا… إنما أنا درويش على طرقات بلدة مقدسة … دنس شوارعها عناصر يرتكبون الآثام والجرائم يومياً باسم الله