أقل ما يمكن أن يقال في كتاب خواطر مقدسية للبطريرك ميشيل صباح دون تهويل هو أنه كتاب نبوي لزمننا الحاضر
في زمن موسى، ما إن اقتاد موسى شعبه من العبودية إلى حرية أبناء الله، حتى ثاروا عليه – من يطيق أن يسير في الصحراء وقد اعتادوا طعام العبودية وشرابه؟ ما يطلبه موسى عسير وشاق والشعب يشك ويقول: من يطيق هذا؟
وفي زمن يسوع، «قالَ كَثيرٌ مِن تَلاميذِه لَمَّا سَمِعوه: هذا كَلامٌ عَسير، مَن يُطيقُ سَماعَه؟»
واليوم تتلى على آذاننا كلمات نبويّة هي ما يحتاج عالمنا المتصنّع الممتلئ قتلاً ودماراً إلى سماعه، وسمعنا بآذاننا من يكرر ويقول: «هذا كلام عسير، كلام مثالي، من يطيق سماعه – ناهيك عن تطبيقه»؟
وأنا أذكّر الجميع: موسى نجح وحرّر شعبه – أو أقله حرّر من ثابر فوصل معه إلى الحلم الذي صار حقيقة
والمسيح يسوع نجح وقاد شعبه – أو أقله أولئك الذين ثابروا وآمنوا ورددوا مع الرسل: إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك؟
واليوم، نحن جميعاً بحاجة إلى الإيمان والثقة بالكلمة النبوية الجديدة القديمة: المحبة غائبة والمحبة هي الدواء الناجع لداء الإنسانية التي غرقت في رمال الكراهية