فيلم “لتُفتَح بيت لحم” للمخرجة الفلسطينية ليلى صنصور هو بدون أدنى شك فيلم يعكس المأساة الفلسطينية وكارثة جدار الفصل العنصري بصورة رائعة… ويحمل الصوت الفلسطيني إلى العالم بصورة حضارية وطبيعية وواقعية بكل مأساويته
الفيلم يفضح كل الجهات الحكومية والرسمية التي تدّعي أنها تدعم الشعب الفلسطيني، لأنه دعم موجه نحو إبقاء الشعب الفلسطيني قابع خانع قابل للواقع … وأول محاولة لكشف الواقع جوبهت بالرفض في الحال حتى شحت الموارد وتهرب الداعمين
ولكنني أعتقد أن فكرة “جواز سفر بيت لحم” والتي تم تبنيها من قبل المخرجة في تجربتها السابقة لمقاومة الجدار وحشد الدعم المادي والدولي لمنع استكمال بنائه، لم يتم عرضها بالشكل المناسب والشرح الكافي خلال الفيلم، لذلك يخرج المشاهد غير متأكد من هدف هذه الفكرة
الفيلم يتجه في نهايته نحو الإحباط… إحباط واقعي ومأساوي يواجه كل من يحاول أن يبذل جهده ووقته وطاقاته لتغيير الواقع الأليم ويصطدم بعدم تجاوب شامل قاتل… وأعتقد أن الفيلم كان يجب أن يحوي بادرة أمل… هو الأمل الذي يدغدغ نفس كل فلسطيني لا يزال يتمسك بالأرض ويأبى أن يرحل
الفيلم لا يشير بتاتاً إلى العجز والوهن والضعف والخذلان الذي نجده من طرف السلطة الفلسطينية التي لم تبذل أي جهد حقيقي لمقاومة الجدار أو لدعم المبادرة – إلا بالكلام – أو للمساهمة الحقيقية في: فتح بيت لحم
هناك جهود اليوم لإعادة إحياء مبادرة “جواز السفر” وأنا أعتقد أنها مبادرة فاشلة، أثبتت فشلها سابقاً وستفشل مجدداً… قمت بمراسلة القائمين على المبادرة وعرضت عليهم بعض الأفكار التي يجب تبنيها اليوم، في واقع بيت لحم اليوم، وكلي أمل أن يتبنوها لعلها تنجح في إحياء المدينة ثقافياً وفكرياً وسياحياً وتنعش الاقتصاد الفلسطيني